يدرس الطالب في هذا القسم الطاقة بصفة عامة والمنظومات التي يتم فيه تحول الطاقة من صورة إلى أخرى أو انتقالها من مكان لآخر. يتم عمل تركيز نسبي على مجموعتين من صور الطاقة وهما الطاقات الميكانيكية والحرارية، مع عدم إغفال كافة أشكال الطاقة الأخرى. في الحقيقة يندر أن نجد إجراءاً أو تفاعلاً طبيعياً كان أو صناعياً بدون أن يرتبط بتبادل للطاقة أو على الأقل بانتقال للطاقة بصورة أو بأخرى. فلنبدأ بالشمس، مصدر الطاقة الرئيسي لكل ما يجري على كوكبنا الأرض. إن الطاقة الحرارية التي تصلنا منها ضرورية لحياة عدد من الكائنات الحية على ظهر الأرض. كما أن جميع الظواهر الجوية مثل الرياح (طاقة حرارية تتحول لطاقة ميكانيكية) والأمطار (تبخير وتصاعد ثم تكثف) ترتبط أساساً بعمليات تبادل للطاقة. التمثيل الكلورفيلي للنباتات هو عبارة عن تحويل للطاقة الضوئية إلى طاقة كيماوية، تتحول لغذاء لجميع الكائنات الأخرى. هضم الغذاء في جسم الإنسان أو أي كائن آخر، هو امتصاص للطاقة الكيماوية تمهيداً لتحويلها إلى طاقة حرارية للحفاظ على درجة الحرارة، أو طاقة كهربية لتشغيل الجهاز العصبي، أو طاقة ميكانيكية لتحريك العضلات أو لتحريك الدم إلى آخره، علاوة على عمليات تبادل الطاقة المرتبطة بالتنفس أو باستخلاص السميات من الدم.

كان لاختراع الآلة البخارية، الفضل الأكبر في الثورة الصناعية التي نعيش فيها إلى الآن، والتي تشمل معدات كثيرة يغلب على أدائها عمليات تبادل للطاقة مثل السيارات والطائرات والقطارات، ومعدات التبريد والتكييف وعدد كبير من العمليات الصناعية، بالإضافة لمحطات توليد الطاقة الكهربية ذاتها أو شبكات توزيع المياه. كثيراً ما يقاس تقدم الشعوب بالطاقة التي يستهلكها الفرد الواحد، حيث أن ذلك يدل على مستوى الانتاج الصناعي من جهة ومستوى الرفاهية من جهة أخرى. إن معدل نمو السكان وكذلك نمو أنشطتهم يفوق للأسف معدل الزيادة في توليد الطاقة مما يخلق أزمة الطاقة العالمية التي لا تعاني منها مصر وحدها ولكن العالم أجمع. ولذلك يتجه العالم الآن لتنويع مصادر الطاقة بحيث لا تقتصر على ما يسمى بالوقود الأحفوري (مثل البترول والفحم) ولكنها تمتد لتشمل ما يسمى بالطاقات الجديدة والمتجددة مثل الشمس والرياح وغيرها. كل ذلك يؤدي لخلق مجالات جديدة لخريجي القسم سواء كمهندس أو كباحث.

 أوجه التمييز بالقسم :