لماذا العمارة المستدامة؟
مع مطلع القرن الحادي والعشرين ازداد اتجاه العالم للعناية بالبيئة خاصة مع ازدياد الوعي للعلاقة بين البيئة والعمارة فمنذ قديم الأزل والإنسان يسعى للتكيف مع البيئة والاستفادة من مصادرها. ومع ازدياد الامكانيات الهندسية والتقنية التي تهيئ البيئة وتجعلها صالحة للحياة وتحسن من جودتها ظهر "مصطلح الاستدامة" الذي يشير بدوره الى الاستراتيجيات التطويرية التي تراعى متطلبات الحاضر والاستعداد للمستقبل وتوازن بين المصالح التي تخدم الكل في محاور الاقتصاد والاجتماع الصحة والتنمية كل ذلك في إطار توفير جودة الحياة الملائمة والمناسبة لتقدم الانسان وتحسين مستوى معيشته.
وظهر "مصطلح العمارة البيئية" الذى يهتم بالمحيط الطبيعي المادي للبيئة ويوصى باستعمال مواد طبيعية لا تضر بالإنسان او الكائنات والثروات بشكل عام وتدعو الى الحفاظ على قاعدة الموارد الطبيعية والثروات للمستقبل ومن ثم تبنت "التنمية المستدامة" مجموعة من الاستراتيجيات منها التوجيه الامثل للمبنى واستغلال الطاقات الطبيعية والعناية بنظم التخطيط وتفاصيل البناء داخ المبنى وخارجه، كل ذلك يقود بدوره الى تحسين جودة الحياه بما فيها الصحة العامة ومن هنا نستطيع القول بأن التخطيط المستدام هو اولى الخطوات لتحقيق العمارة المستدامة الخارجية والداخلية التي تتطلب توظيف جميع المهارات بشكل افضل.
وفي حقيقة الأمر فإن المهندس المعماري لا يستطيع أن يحقق متطلبات الجودة والكفاية والاقتصاد ما لم يكن علي دراية كافية بنظريات الاستدامة وتوافق المبنى مع البيئة المحيطة به، وكذلك لمجال البيئة والعمران مع الأخذ في الاعتبار النواحي المعمارية في التصميم للحفاظ على النواحي الجمالية وتحقيق الغرض المنشأ من أجله المبني. ولذا فإن السوق في حاجة إلي مهندس علي دراية كافية بالنواحي والمعمارية والانشائية والبيئية والجمالية لتحقيق الأمان والكفاية والجمال للمبني، وكذلك طرق التشييد القديمة والحديثة واختيار المناسب منها للمشروع وكذلك اقتصادياته وبرنامج التنفيذ الخاص به وتقييم مراحل التنفيذ بما يحقق مفاهيم وأسس التنمية المستدامة وجودة الحياة وتحقيق الأهداف المنشودة في خطط التنمية القومية الشاملة.